(واقترب الوعد الحق)

(هذا بلاغ للناس)

[هناك برهان من القرآن أنه يوماً ما ستدور الأرض بالاتجاه المعاكس لتصطدم بجرم سماوي يمر بالقرب منها]

مقدمة:

إن حدوث الساعة أو اليوم الأخير له أصولٌ تاريخية وعلمية ومنطقية ودينية. فإذاً الساعة هي قضية حتمية وأن علمها ما زال لغزاً محيراً للبشرية على مدى العصور والأجيال, ولقد تحدث القرآن الكريم عن الساعة في عدة مواضع فقال: (وأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها) الحج:7, وكذلك عرفها بأن قال: (كل من عليها فان) الرحمن:26, أي أن الساعة هي إنتهاء الحياة كلياً على وجه الأرض, وكذلك تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث, وحتى الآن ليس هناك تفسير منطقي واضح مستنتجاً من الشريعة الإسلامية يمكن أن تستوعبه عقول البشر يشرح كيف ستكون أحداث الساعة بشكل واقعي ملموس. وهذه النظرية, إن شاء الله, سوف تعطينا نظرة واقعية ملموسة مستنتجة من القرآن والسنة والتاريخ والعلم لأحداث الساعة والله الموفق.

الأصول التاريخية للساعة: أنه كان هناك حيوانات تعيش قبل (65) مليون سنة على وجه الأرض تسمى الديناصورات, وقد كانت هذه المخلوقات تختلف عما نعرفه الآن عن الحيوانات الموجودة في زماننا هذا, فقد كانت أمة كاملة تعيش على وجه الأرض وكان لها حشراتها وطيورها وأ سماكها الخاصة بها وهي أيضاً تختلف عما نعرفه في وقتنا الحاضر ثم أتاها جرم سماوي "نجم صغير من السماء قطره ما بين (5 إلى 10) كم" فصعقت كل الأحياء الموجودة على وجه الأرض ودمرت تدميراً وانتهت بذلك فئة الديناصورات عن وجه الأرض, وهكذا كانت الساعة عند مخلوقات الديناصور (أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) محمد:10 أي كيف كانت نهاية الذين من قبلهم. ولنا في نهاية مخلوقات الديناصورات عبرة, فالتاريخ يعيد نفسه, والتاريخ خميرة لنا لنفهم به حاضرنا ونتنبأ به عن مستقبلنا.

الأصول العلمية للساعة: إن الكون كان له بداية بانفجار كبير (Big Bang) حصل منذ مليارات السنين وما زال يتمدد حتى الآن, وهناك نظريتان علميتان الاولى تقول بأن الكون سوف يكون له نهاية إما أن يستمر الكون بالتمدد حتى تنفقد الجاذبية بين الكواكب ويصبح كل شيء عشوائي وعند ذلك تخرج الأرض من مدارها حول الشمس وتنتهي الحياة عليها. والنظرية الثانية تقول بأن الكون سوف يرجع وينطبق على نفسه كما كان قبل أن يبدأ الإنفجار, وبذلك سوف ينعدم الكون, وبانعدام الكون ستنعدم الأرض وماعليها. ورغم أن العلم لا يعرف حتى هذا الوقت أي من النظريتين سوف تحدث, فإن القرآن الكريم منذ (1400) سنة أخبرنا بأن الكون سوف ينطبق على نفسه (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فعلين) الأنبياء:104. وهذه الحادثة سوف تحصل بعد مليارات السنيين والساعة أقرب من ذلك بكثير (إقتربت الساعة وانشق القمر) القمر:1, وحصول الساعة والبعث والحساب مشروط بوجود الآرض أي مشروط بعدم إنعدامها (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم مرة أخرى) طه:55, فالساعة هي إنعدام الحياة على وجه الأرض فقط, كما حصل لمخلوقات للديناصور وليست إنعدام الكون بما فيه. وهناك أيتان في القرآن مذكور فيهما حالة الإنعدام:

الاولى: (كل من عليها فان) الرحمن:26 أي كل ما على الأرض فان, وهذه هي حالة إنعدام الحياة على وجه الأرض فقط وبمعنى أخر أي الساعة.

الثانية: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فعلين) الأنبياء:104 أي الكون كله بما فيه الأرض وما عليها والشمس والقمر والكواكب والنجوم والإنس والجن والملائكه تفنى وتذهب إلى حالة الفناء وهي حالة قريبة جداً من الصفر وتكاد تكون صفراً, أي الكل يفنى ويبقى الواحد القهار. ومن الصعب على عقل الإنسان تصور هذه الحالة ولها شرح من الناحية العلمية ولاأريد التطرق لها حتى لاأخرج عن صلب الموضوع. وبدء خلق الكون وفنائه هو حجة قوية على الملحدين بأنه هناك خالق له (إنه يبدء ويعيد), ولو كان هذا الكون أذلياً لكان هذا حجة قوية للملحدين بأنه ليس هناك خالق, فياسبحان الله (وكل شيء عنده بمقدار) الرعد:8.

الأصول الفلسفية أو المنطقية للساعة: فتقول بأن كل شيء له بداية سوف يكون له نهاية, فحياة الإنسان (الذي على شكلنا) على وجه الأرض لم تكن أزلية بل بدأت في وقت معين (منذ حوالي40,000 سنة), فيجب أن يكون لها نهاية في وقت معين كذلك.

الأصول الدينية للساعة: فقد تكلمت عنها جميع الأديان على مدى تاريخ البشرية, والرسالات السماوية الموجودة في وقتنا الحاضر كلها تتكلم عن الساعة وأن هناك يوماً سوف يأتي وتنتهي به حياة البشرية على وجه الأرض كلها.

وحسب اعتقاد الديانة اليهودية أن دولتهم الأولى دامت 76 سنة وأن الساعة ستكون بعد 76 سنة من قيام دولتهم الثانية وهي دولة إسرائيل الحالية التي قامت عام 1948. ولو أضفنا لبدايتها 76 سنة فالساعة ستكون حسب اعتقادهم عام 2024 تقريباً.

علم الساعة:

يقسم علم الساعة إلى علمين:

أولاً: علم وقت الساعة: وهذاعلم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى لأن الساعة كما سنرى ستبدأ بأمر من الله ولا أحد يعلم متى سيصدر الأمر إلا صاحب الأمر سبحانه وتعالى (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الأعراف:187.

ثانياً: علم كيف تحدث الساعة: وهذا علم تحدث عنه القرآن والأحاديث ولكن بشكل غير واضح لنا أو ملموس وبمعنى أخر أي أنه علم موجود في الشريعة ولكن يحتاج إلى بحث حتى تتوضح لنا أحداثه, ففي الآية (وإنه لعلمٌ للساعة) الزخرف:61, اختلف أهل التأويل في تأويل (إنه) وآخذ بالرأي القائل بأن ( الهاء) عائدة إلى (القرآن), أي أن القرآن فيه علم للساعة وكيف ستبدأ الساعة وكيف ستنتهي.

إن الله يفعل ما يشاء:

إن الله سبحانه وتعالى يملك الكون الذي نحن فيه ويديره كما يشاء ونحن بني البشر نرى الأمور تجري في هذا الكون بأسباب وكأنه ليس لأحد تدخل فيها ولكن الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون وخلق الأسباب وقوانين المخلوقات فيه, فكل شيء يجري ويحصل في الكون حسب القوانين التي خلقها الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق (وكل شيء عنده بمقدار) الرعد:8.

والأمور الثانية التي تحصل في هذا الكون هي تدخل مباشر من الله سبحانه وتعالى بأن يأمر الله المخلوق أوامر معينة تخرجه عن القوانين التي يمشي فيها في الكون وتحصل بشكل لحظي (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) القمر:50, وهذا شيء لم تعتد الناس عليه وخصوصاً بعد إنقطاع الأنبياء عليهم السلام, وقد ورد لنا في القرآن الكريم أمثلة كثيرة توضح هذا الموضوع:

‍* عندما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار فإن الأوامر جاءت من الله عز وجل بأن (قلنا يانار كوني بردا وسلاماً على إبراهيم) الأنبياء:69, فالأمر كان مخصصاً بأن يعكس صفات النار بأن تكون برداً وسلاماً.

* عصا موسى: إن عصا موسى, عصا صلبة ومستوية ولكن عندما ألقاها موسى من يده فإن صفاتها تغيرت بأمر من الله عز وجل فأصبحت حية تسعى.

* انشقاق البحرعندما عبر موسى عليه السلام البحر, فأصبحت المياه شاقولية ونحن نعرف أن من خصائص المياه على وجه الأرض أن تكون بشكل أفقي وكذلك كان هذا أمراً مباشراً من عند الله عز وجل.

* الله عز وجل يقول (قل الروح من أمر ربي) الإسراء:85, أي أن الروح هي أمرٌ من أوامرالله ونحن نعلم أن الإنسان قد خلق من طين وعندما أتاه الأمر أصبح روحاً وجسداً, فبأمر الله تغيرت صفات الطين من جماد صلب إلى إنسان حي يتحرك, فكان هذا أمراً مباشراً من الله عز وجل غير فيه صفات الطين من جماد إلى روح حية.

والأمثلة على هذا الموضوع كثيرة ولا حاجة لذكرها, ولكن هنا يوجد نتيجة هامة وهي أن أوامر الله عز وجل تعكس المخلوق عن خصائصه وصفاته المعروفة عندنا في هذا الكون إلى شيء آخر مختلف تماماً ففي حالة إبراهيم عليه السلام النار بقيت ناراً ولكنها لم تعد تحرق. ولايمكن تفسير الأوامر المذكورة أعلاه على أنها حوادث طبيعية لها أ سباب معروفة في الكون بل هي حوادث خارقه للعادة وللآسباب الكونية وأنها تدخل مباشر من الله سبحانه وتعالى وبمعنى اخر هي معجزات, والذي يحاول أن يجد لها تفسيراً منطقياً أو كونياً فإنه يتعب رأ سه بدون جدوى.

نظرية بدء الحياة ونهايتها على كوكب ما:

من المتعارف عليه علمياً أنه حتى الآن ليس هناك كوكباً عليه الحياة غير كوكب الأرض .

1- بدء الحياة على كوكب معدومة فيه الحياة:

يقول العلماء أنه عندما تبدأ الحياة على كوكب ما معدومة فيه الحياة, فهذه البداية تكون عادة بأن يأتي جرماً سماوياً من السماء, فيه مكونات الحياة من بكتيريا وغيرها من مخلوقات حية مجهرية, قريباً من سطح الكوكب ويعمل تماساً مع الكوكب ثم يستمر في سيره داخل الكون. وينتج من تماس الجرم السماوي مع الكوكب إنتقال مكونات الحياة من الجرم السماوي إلى الكوكب, وبعد ذلك تعمل هذه المكونات الحية على الكوكب عملها لفترة طويلة جداً من السنوات حتى تبدأ الحياة على هذا الكوكب بشكل كامل. والمقصود ببدء الحياة على كوكب معدومة فيه الحياة هو تكوين الجو المناسب لتعيش فيه المخلوقات, وليس بدء خلق الإنسان, فبدء خلق الإنسان كان من طين و بأمر من الله مباشر أي كن فيكون أي لحظي, أما بعث الإنسان فهناك آيات وأحاديث تشير على أنه سيكون إخراجاً كما تنبت النباتات أي ياخذ وقتاً وهذا سيكون بأسباب يسهلها الله عز وجل كما سيتم شرحه فيما بعد والله أعلم.

2- نهاية الحياة على كوكب فيه حياة:

و يقول العلماء في هذا الموضوع أنه يأتي عادة جرم سماوي من السماء ويصدم الكوكب مباشرة [وفي هذه الحالة يتفتت الجرم إلى تراب] فيتولد من نتيجة الاصطدام ملايين القنابل النووية وتكبر قوة الاصطدام بكبر حجم الجرم السماوي إلى حد معين لأنه إذا كبر الجرم السماوي فوق حد معين فإنه سيحطم الكوكب نهائياً ويفتته, وبهذا الاصطدام تتولد ملايين او مليارات القنابل النووية وتتولد النيران والزلازل والبراكين والأصوات فتؤدي إلى حرق وتدمير كل ما على الكوكب من حياة, أما إذا كان حجم الجرم السماوي صغيراً ففي هذه الحالة يكون حجم الدمار محدود وموضعي على الكوكب... وكذلك قال العلماء في هذه الحالة عن الأرض أنه إذا أتى جرم سماوي بقطر12-5 كم وعادة تكون سرعته 100 ألف كم/ساعة [وقد تصل إلى أكثر من 250 ألف كم/ساعة] واصطدم بالأرض فإن هذا كافٍ لإنهاء الحياة على كوكب الأرض وهذا ما حصل للديناصور منذ 65 مليون سنة. ويتوقع العلماء بأن يحصل هذا مرة أخرى فلذلك فإنهم يستعدون لمجابهة أي جرم سماوي يمكن أن يصطدم بالأرض ويوجد مراكز لمراقبة الفضاء في مناطق رئيسية على مدار الأرض, فإذا أكتشف جرم سماوي سيصدم الأرض قبل عدة سنوات [عشر سنوات أو أكثر] أو أكثر فهناك وقت كافٍ للاستعداد له وذلك بإرسال مركبة فضائية إلى الفضاء لتفجيره أو إبعاده عن مداره حتى لا يصطدم بالأرض. أما إذا أكتشف قبل وصوله إلى الأرض بسنتين أو أقل من ذلك, فمعنى ذلك أن الوقت ضيق جداً لإرسال مركبة فضائية للتخلص منه وفي هذه الحالة يكون الحل هو إرسال صواريخ محملة برؤوس نووية على أمل أن يصيبه أحد الصواريخ ويفجره, وعادة تكون الحالة خطرة كلما قل وقت إكتشاف الجرم السماوي قبل وصوله إلى الأرض, ولذلك فإن منظمات الفضاء وعلى رأ سها منظمة NASA تقوم برصد الفضاء بشكل مستمر.

ونتيجة القول هي أن توقعات العلماء قوية جداً بأن هناك جرماً سماوياً سوف يأتي ويصطدم بالأرض كما حصل في السابق وهم يستعدون لذلك بأشد الاستعدادات.

تحليل واستنتاج بعض حقائق الساعة من القرآن الكريم:

أولاً: نظرية شروق الشمس من مغربها:

إن بداية الحياة الدنيا ونهايتها على وجه الأرض ملخصة في الآية القرآنية التالية (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) يونس:24, ففي هذه الآية الكريمة أراد الله تعالى أن يضرب مثل الحياة الدنيا ولكن الناظر في هذه الآية يعلم أنها الحقيقة بحد ذاتها, وذكر الله تعالى أن الحياة الدنيا ستنتهي بأمر من الله للأرض وكذلك ذكر أن هذا الأمر سيأتي بعد أن تأخذ الأرض زخرفها و تتزين ويعتقد أهلها وهم البشر أنهم قادرون عليها أي متمكنون منها, كما يحصل حالياً [وهذه ثلاث علامات لقرب الساعة المذكورة في القرآن قد ظهرت], فيجعلها الله عز وجل حصيداً كما كانت قبل أن ينزل عليها المطر, لا أثر لأي وجه من وجوه الحياة عليها, ولكن هذا [الأمر] غير واضح لنا كيف سيكون, وقد قال تعالى في آخر الآية (كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون), ونلاحظ هنا أنه سبحانه وتعالى لم يقل لقوم يعلمون أو لقوم يعقلون, أي أن حل هذا اللغز وهذا [الأمر] يحتاج إلى تفكير, وحتى نفهم كيف سيكون هذا [الأمر] فإنني أخذت بالرأي القائل [إن خير ما يفسر به القرآن هو القرآن], فرجعت إلى أوامر الله عز وجل في القرآن حتى أعرف ماذا تفعل وقد ذكرتها في الفقرة السابقة وكانت النتيجة من ذلك أن أوامر الله للمخلوق تغير من خصائص المخلوق المعتاد عليها في هذا الكون, وحتى أطبق هذه النتيجة على أمر الله كيف سيكون على الأرض فإنني سوف أطرح السؤال التالي: ما هي خصائص الأرض المعروفة منذ أن خلق الله الأرض حتى الأن؟, ونحن نعرف أن خصائص الأرض هما اثنتين رئيسيتين:

أ- إن الأرض تدور حول نفسها بدوران منتظم, ب- وكذلك تدور حول الشمس بدوران منتظم, فإذا أتاها أمر الله حسب قاعدة أوامر الله على المخلوقات فإن الأمر سيكون لحظياً بأن تفعل الأرض شيئاً معكوساً تماماً [كما حصل للنار في حالة إبراهيم عليه السلام, والله أعلم] وهي أولاً: أن تدور الأرض حول الشمس باتجاه معاكس, ثانياً: كذلك أن تدور الأرض حول نفسها بالاتجاه المعاكس وعند ذلك ستشرق الشمس من مغربها وهذا ما يتوافق تماما مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه آخر علامات الساعة هو شروق الشمس من مغربها, إذاً هناك دليل أخر من القرآن بأن الشمس ستشرق من مغربها, وهذه هي بداية الساعة ولا أحد يعلم متى ستأتي إلا رب العالمين. وإن أمر الله إلى الأرض هو تدخل مباشر منه سبحانه وتعالى, ومن يحاول أن يفسر أمر الله إلى الأرض بأسباب طبيعية معروفة في الكون فهو مخطىء بدون منازع, فأمر الله سبحانه وتعالى يخرج المخلوق عن الأسباب والخصائص المعتاد عليها المخلوق في هذا الكون.

ثانياً: نظرية النجم الثاقب:

لو تتبعنا في القرآن عن صفات المخلوقات التي يقسم بها الله عز وجل لوجدنا أنها بشكل عام لها أهمية في حياة البشر ومثالنا على ذلك (والشمس وضحاها, والقمر إذا تلاها, والنهار إذا جلاها, والليل إذا يغشاها, والسماء وما بناها, والأرض وما طحاها) الشمس, (والفجر, وليال عشر, والشفع والوتر) الفجر:1:2:3 , فنجد أنها بشكل عام مخلوقات لها تأثير في حياة البشر, وهكذا يحلف الله ببعض مخلوقاته التي لها أهمية في حياة البشر ليثبت بها حقائق هامة, فعندما قال سبحانه وتعالى (والنجم إذا هوى, ما ضل صاحبكم وما غوى) النجم:1:2, وهوى باللغة العربية معناها سقط من أعلى إلى أ سفل, وأعلى الإنسان السماء وأسفله الأرض, فإذاً هذا النجم سيهوي من السماء إلى الأرض. وفي هذه الآية نجد أن الله عز وجل يريد أن يبين لنا حقيقة عظيمة وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما ضل وما غوى, وبما أن هذه حقيقة عظيمة وهامة فإذاً حلف الله سبحانه وتعالى بمخلوق له أهمية عظمى في تغيير وتأثير في حياة البشر, وحلف بنجم سيهوي من السماء إلى الأرض والنجم في اللغة العربية هو جرم سماوي مضيء وقد يكون صغيراً وقد يكون كبيراً. ونحن نعلم أن الديناصور قد انتهى بنجم أتى من السماء وهكذا كانت الساعة عند أمة الديناصورات وقد أرادها الله أن تكون عبرة لنا (أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) محمد:10, وحسب نظرية انتهاء الحياة على كوكب ما, فهو يوافق نظرية انتهاء حياة الديناصور, والله عز وجل يحلف بنجم سوف يهوي من السماء إلى الأرض وهذا النجم يجب أن يكون له تغييراً عظيماً على حياة البشر لأن الله أقسم به ولأن الحقيقة التي أراد الله أن يثبتها هي حقيقة عظيمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وا ستنتج بأن هذا النجم سوف ينهي الحياة على وجه الأرض. وهناك برهان آخر من القرآن الكريم لهذا الموضوع, فالله عز وجل قال: (والسماء والطارق, وما أدراك ما الطارق, النجم الثاقب) الطارق:1:2:3, فالطارق هو إ سم لنجم ثاقب والثاقب في اللغة العربية لها ثلاثة معاني: الثاقب أي المتوهج, والثاقب أي يجعل ثقباً, والثاقب أي الذي يشعل النار, كأن تقول أثقب النار يافلان. ولنرى الآن إن كانت هذه المعاني ستحقق صفات النجم الذى سيهوي من السماء إلى الأرض:

فالمعنى الأول: الثاقب أي المتوهج, فالمتعارف عليه علمياً بأن أي نجم أو جرم سماوي يدخل على الغلاف الجوي بسرعة 100 ألف كم/ساعة [وهي السرعة المتوسطة للأجرام السماوية] فإنه سوف يحتك مع الغلاف الجوي للأرض وسوف يتوهج, إذاً هو ثاقب.

والمعنى الثاني: الثاقب أي يجعل ثقباً, فلو اصطدم النجم في الأرض فإنه سيخلق فيها ثقباً كبيراً, ونحن نتكلم عن نفس صفات النجم الذي أنهى حياة الديناصور, وهذا النجم قطره حوالي /12-5/ كم, إذاً هو ثاقب.

أما المعنى الثالث: الثاقب أي الذي يشعل النار, فلقد أثبت العلماء أنه إذا اصطدم نجم بهذا الحجم مع الأرض فإنه سيولد مئات الملايين بل مليارات من القنابل النووية من قوة القنابل النووية التي أ سقطت على اليابان وهذا سوف يولد نيراناً هائلة وستحمر السماء مدار الكرة الأرضية بهذا الإشتعال (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) الرحمن:37, وستكون هناك أصواتاً ودوياً هائلاً جداً على مدار الكرة الأرضية فتصعق جميع المخلوقات عليها (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض) الزمر:68. وهذا الإصطدام سيولد زلازل كبيرة على وجه الأرض تهتز لها الأرض كلها وتتصدع وتتفجر البراكين وتخرج سمومها, وتنسف الجبال ومن ثم بعد ذلك ستمتلىء السماء بالدخان وغيوم سوداء تحجب نور الشمس لمدة أ شهر أو أكثر حتى تنزل الأمطار وتغسل هذه الغيوم السوداء التي تخنق جميع المخلوقات الموجودة على وجه الأرض, (ويوم تشقق السماء بالغمام) الفرقان:25, والغمام هو الغيوم السوداء التي تحجب نور الشمس, فيتغير وجه الأرض وكذلك يتغير شكل السماء. وقد يسأل أحدهم: لماذا لا يأت نجم ٌ كبيرٌ ويصطدم مع الأرض؟ والجواب أنه لو حصل هذا فإن الأرض ستتفتت إلى تراب وتنتهي والله سبحانه وتعالى يقول (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم مرة أخرى) طه:55, أي أنه ستكون نفس الأرض موجودة والتغير سيحصل على وجه الأرض, فسوف تنسف الجبال وتكون تراباً والنيران المتولدة ستحرق الأخضر واليابس وسترجع الأرض إلى الوضع الذي كانت عليه قبل أن تبدأ الحياة عليها.

نظرية الساعة:

إن نظرية الساعة هي الجمع بين النظريتين الأولى والثانية, فالذي علمناه من هاتين النظريتين أن الساعة ستبدأ بأمر من الله عز وجل للأرض وهذا سيؤدي إلى شروق الشمس من مغربها وكذلك أن تدور الأرض بعكس الاتجاه حول الشمس, وستنتهي الساعة بأن يصطدم جرم سماوي [نجم من السماء] بالأرض فيصعق من في الأرض وينهي الحياة على وجه الأرض تماماً. والسؤال الآن ما هو طول الفترة الزمنية بين شروق الشمس من مغربها حتى وقت الصعق؟. ذكر في بعض الآيات أنه يكون يوماً (يوما يجعل الولدان شيبا) المزمل:17, (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) سورة الحج, ويجب أن يكون على الأقل 24 ساعة حتى يرى جميع أهل الأرض شروق الشمس من مغربها والله أعلم, فإذاً هذا اليوم سيكون مقداره يوماً أو بعض يوم والله أعلم, لأنه لو طالت الفترة فإن أهل الأرض سيستعدون للقضاء علىهذا النجم القادم.

وأعتقد الآن أن القارىء قد تكونت لديه فكرة كيف ستكون الساعة حسب الشروط المذكورة أعلاه, وحتى تتحقق هذه الشروط فيجب أن يحصل ما يلي والله أعلم:

أنه سيأتي جرم سماوي [أو نجم] قريب من الأرض على مسافة يظنها أهل الأرض أنها مسافة أمينة ولا يمكن أن يحصل اصطدام بين الأرض وبين هذا النجم [المسافة القريبة بينهما قد تكون حوالي مليون كم وهذه مسافة قريبة ولكن غير خطرة رغم أن الآرض أو النجم يمكن لأي منهما أن يقطعها خلال 10 ساعات تقريباً] وسوف يترك أهل الأرض هذا النجم على حاله لأنه إحتمال حدوث الإصطدام مع الأرض هو صفر, ولكن ماذا سيحصل لو أتى أمر الله إلى الأرض قبل أن يقترب هذا النجم من الأرض بمسافة يوماً أو بعض يوم وبدأت الأرض تسير باتجاه مسار النجم عند ذلك ستشرق الشمس من مغربها ولم يبق أمامنا إلا يوماً أو بعض يوم, وفي هذه الحالة حتى ولو أطلقت الصواريخ فإنها لن تصيب النجم لأن الصواريخ مبرمجة على دوران معين للأرض وبما أنه قد اختلف دوران الأرض فإن الصواريخ ستذهب باتجاه آخر وتعديل برامج الصواريخ هذه قد يحتاج إلى أ شهر أو ربما سنيين كما حصل في مشكلة عام (Y2K) 2000 إذاً (لاعاصم اليوم من أمر الله) هود:43, (إن بطش ربك لشديد, إنه يبدء ويعيد), وهذا المشهد العظيم فيه تحد من الله سبحانه وتعالى للبشر وخصوصاً للملحدين الذين يظنون بأن الإنسان قد تمكن من الأرض وأنه قادر عليها (فلولا إن كنتم غير مدينين, ترجعونها إن كنتم صادقين) الواقعة:86:87, ومن يستطيع من البشر أن يرجع الأرض إلى سيرتها الأولى...؟؟؟...!!!, (بل تأتيهم بغتة فلايستطيعون ردها ولاهم ينظرون), (وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) يونس:24.

وعند اقتراب وقت الصعق فإن هذا النجم سيدخل في الغلاف الجوي ويتوهج نتيجةً للإحتكاك وستتولد الأعاصير والزوابع على وجه الأرض وتهيج البحار, وعندما سيصطدم بالأرض فإنه سيحدث دوياً هائلاً وزلازل وبراكين على مدار الكرة الأرضية وسوف تتشقق السماء بالنيران والدخان والغبار المتولدة نتيجة لهذا الإصطدام (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) الرحمن:37, (ويوم تشقق السماء بالغمام) الفرقان:25, ويصعق من في الأرض, وتحرق النيران والأشعة والحرارة المتولدة نتيجة الإصطدام كل من في الأرض ولا يبقى حياة على وجه الأرض (فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) يونس:24, (ويسألونك عن الجبال, قل ينسفها ربي نسفاً, فيذرها قاعاً صفصفاً, لا ترى فيها عوجاً ولاأمتا) طه:105, فتبسط كالرمال والتراب من شدة الإنفجار.

مقارنة بين الساعة عند الديناصور والساعة عند الإنسان:

لقد رأينا أن الساعة عند الديناصور كانت بأن أتى جرم سماوي وضرب الأرض بشكل مباشر لأن الديناصور هو مخلوق غير ذكي فلم يكن لديه القدرة للدفاع عن نفسه ضد الخطر الخارجي الآتي من الفضاء. أما الإنسان فهو مخلوق ذكي و لديه المقدرة للدفاع عن نفسه ضد الخطر الخارجي الآتي من الفضاء, لذلك فالساعة عند الإنسان يجب أن تكون أدهى وأمَرْ وأن تأتيه من حيث لايحتسب, وهذا مايطابق القول سابقاً, فالتاريخ يعيد نفسه ولكن بلباس مفهوم العصر الذي يحدث فيه...!!!

تطبيقات نظرية الساعة:

إنه من المتعارف عليه علمياً أن كل نظرية يجب أن يكون لها تطبيقات حتى وإن كان برهانها صحيحاً أو كان ا ستنتاجها منطقياً أو علمياً, فإن لم يكن لها تطبيقات فإن أهميتها تقل وقد تهمل هذه النظرية إذا لم يوجد لها تطبيقات في المستقبل, وفي نفس الوقت فإنه إذا وجدت نظرية ما بشكل تجريبي وبدون برهان نظري وكان لها تطبيقات واقعية ففي هذه الحالة تكون هذه النظرية هامة ويؤخذ بها لصحة تطبيقاتها العلمية الواقعية وتزداد أهميتها بازدياد تطبيقاتها العلمية. واعتماداً على هذا الكلام لنرى فيم إذا كان هناك تطبيقات لنظرية الساعة هذه. لقد ذكرت سابقاً بعض التطبيقات لأستشهد بها وسأذكر الآن أيضاً ثلاثة تطبيقات هامة مستنتجة من القرآن والسنة:

التطبيق الأول:

قال تعالى في سورة الحج (يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم, يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد), ولنرى فيما إذا كان تطبيق وتفسير هذه الآية حسب النظرية سيعطينا صورة حية لهذا المشهد العظيم. إننا نجد من خلال هذه الآية الكريمة أنه سيكون هناك زلزلة عظيمة وهذا سيحدث عندما يصطدم النجم مع الأرض. وذكر عز وجل (يوم ترونها) أي أنه سيكون هناك مدة زمنية طولها يوماً أو بعض يوم, نراها ونعيش أحداثها وليس هو حدثاً لحظياً ينتهي به كل شيء خلال لحظة, بل هناك فترة يفزع فيها الناس قبل الصعق, وهو يوم الفزع, قبل يوم الصعق وذلك عندما يشاهدون إقتراب الصاعقة باتجاه الأرض. وفي هذا اليوم, يوم الفزع تذهل المرضعة عن رضيعها وأولادها لأن الكل سينتهي ويصعق بعد ساعات ولا مفر من أمر الله. وكذلك تضع الحامل حملها من شدة الرعب والخوف, والناس كالسكارى وجوهم صفر من شدة الخوف وانقطاع الشهية عن الطعام والشراب من تأثير العذاب النفسي الشديد من الصاعقة الآتية إليهم.

أين المفر في ذلك الوقت؟ لا يوجد مفر, فلا راد لأمر الله ( كل من عليها فان) الرحمن:26.

التطبيق الثاني: (البوق, النفخة, الصيحة)

إن هذه الأمور الثلاثة وهي: البوق أو الصور والنفخة والصيحة, ليس لها أي مفهوم واقعي ملموس حتى هذه اللحظة ولقد آمن بها المؤمنون كما هي بدون ا ستفسار وقالوا كل من عند الله, وأما الملحدون والذين في قلوبهم مرض فقالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا, إن هذا إلا ضرباً من الكلام وإن كان هناك إلهاً فلا يمكن أن يخاطب البشر بكلام غير مفهوم لهم وقالوا ما معنى هذه الكلمات التي ليس لها معنى منطقي واضح في هذا الكون كما قالوا ذلك عن أمور أخرى في القرآن (سبحان الله عما يصفون) الصافات:159. وبتطبيق هذه النظرية على هذه الكلمات الثلاث سنجد أن النقص هو في مفاهيم البشر وليس في كلام الله سبحانه وتعالى, وأنه ليس فقط لهذه الكلمات تفسير منطقي وواقعي ملموس فحسب بل إنها لا يمكن أن تكون إلا من خالق هذا الكون سبحانه وتعالى ولا يمكن أن يكون مصدر هذه الكلمات منذ 1400 سنة إلا من مصدر واحد وهو الله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون, ولو اجتمع الإنس كلهم في ذلك الزمان ليتصوروا مثل هذه المفاهيم الكونية لما ا ستطاعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا, وذلك بسبب النقص في علومهم. والجواب على سؤال الملحدين هو (كذلك يضل من يشاء ويهدي من يشاء), (يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين).

سأذكر الآن معنى هذه الكلمات من خلال هذه النظرية ثم أطبق عليها البراهين من خلال القرآن والسنة:

البوق أو القرن: إن مسارات الأجرام السماوية داخل الكون لها أ شكال متعددة وأحد هذه الأشكال الشائعة للنجوم الصغيرة التي هي أصغر من الكواكب بكثير, هو الشكل الحلزوني. فهو عبارة عن دوائر تمشي نحو الأمام وقد يكبر قطر الدائرة وقد يصغر مع الزمن حسب تأثير الجاذبية في المكان التي تمر فيه في الكون. والناظر إلى مسار الجرم السماوي على فترة زمنية هي مئات بل آلاف السنيين فيجد أن أحد أشكالها هو الشكل المخروطي كشكل البوق, والله أعلم...

النفخة: عندما يدخل النجم داخل الغلاف الجوي فإنه سيضغط الطبقات الهوائية ما بينه وبين الأرض وذلك بسبب حجمه وسرعته باتجاه الأرض وسوف تتناثر جميع الأشياء على وجه الأرض في مكان الإصطدام وحوله قبل أن يصطدم النجم بالأرض, وتتشكل الزوابع والأعاصير وتهيج البحار وهذا هو مفعول النفخة تماماً. فلو أخذنا نفخة إنسان عادي وضاعفنا قوتها بمليارات المرات ونفخناها من أعلى طبقات الغلاف الجوي باتجاه الأرض لكان لها نفس المفعول تماماً على وجه الأرض وعلى الطبقات الهوائية ما بين بداية النفخة وسطح الأرض والله أعلم, لأن مفعول النفخة هو ضغط ثم تخلخل لطبقات الهواء. وحتى نفهم هذه الحادثة الفيزيائية لنتصور أننا قمنا بإلقاء حجرة كبيرة جداً على سطح ماء ساكن, فسنجد أن سطح الماء بدأت تتشكل عليه موجات قبل اصطدام الحجر مع سطح الماء ببضع سنتمترات وذلك بسبب ضغط طبقات الهواء المتشكلة مابين سطح الماء والحجر من جراء سقوط الحجر. وبنفس الوقت, لو أننا نفخنا نفخة من فمنا باتجاه سطح الماء الساكن فسوف نجد أن نفس هذه الموجات سوف تتشكل على سطح الماء الساكن, وذلك بسبب ضغط طبقات الهواء المتشكله بسبب النفخة.

الصيحة: عندما يصطدم النجم مع سطح الأرض فإنه كما قلنا سابقا سيولد مئات ملايين أو مليارات قوة القنابل النووية التي ألقيت على اليابان وهذا الإصطدام سيولد أصواتاً جبارة فتصعق جميع المخلوقات على وجه الأرض وهذا هو تفسير الصيحة والله أعلم.

الملك إ سرافيل:

وأما الملك إ سرافيل المذكور في حديث البوق فهذا فوق مداركنا ولايمكن علمه بسبب الأية الكريمة (ومايعلم جنود ربك إلا هو), فتركت الخوض فيما لايمكن علمه إلى مايمكن علمه, ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ووقف عنده.

الأدلة والبراهين من خلال القرآن والسنة: لقد ذكر في الحديث الشريف عن اليوم الأخير أنه ستكون هناك نفخة في البوق, وذكر في القرآن الكريم أنه سيكون هناك نفخة في الصور (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) الزمر 68. وذكر القرطبي أن الصور هو قرن من نور, وهذا يطابق ما ذكرته عن معنى البوق تماماً. وكذلك ذكر معنى آخر للصوْر وهو(الخَلقْ), وقيل هو جمع صُورَة أي ينفخ في صوَر الموتى والأرواح أي (الخلق). وقرأ الحسن: (يوم ينفخ في الصُّوَر) بفتح الواو. وحسب هذه النظرية فإن المعنيين صحيحان. فهي نفخة من البوق أو نفخة في الصور أي الخلق الذين هم على وجه الأرض أحياءً أو موتى, وكذلك في تفسير إبن كثير للآية 102 من سورة طه (يوم ينفخ في الصور) فقد ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للصور فقال: [إنه قرن والله عظيم, والذي بعثني بالحق أن عظم دارة فيه كعرض السماء والأرض]. وهذا يوافق تماماً تفسير هذه النظرية للبوق والله أعلم, وعادة إن مسارات الاجرام السماوية تكون أكبر من مسارات الكواكب التي تجري حول الشمس بكثير... !.

ونلخص الكلام أعلاه بمايلي: بأن النجم الذي سيأتي إلى الأرض سوف يكون مساره في الكون على شكل بوق ويدخل الغلاف الجوي فتتكون النفخة مابينه وبين الأرض ويصطدم في الأرض فتتكون الصيحة... !, من علم الرسول (صلى الله عليه وسلم) هذا الكلام منذ حوالي [1400] سنة؟, لاشك أن مصدر هذا الكلام هو خالق هذا الكون سبحانه و تعالى.

وقد يسأل سائل, كيف تفسر الأية (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله) النحل 87. وفي آية أخرى (فصعق من في السموات ومن في الأرض) الزمر68, رغم أن صوت الصيحة سوف لن يصل إلى جميع السماوات حسب هذه النظرية, والجواب على هذا بسيط فنحن نعلم من القرآن أنه لا يوجد أحياء في هذا الكون إلا أهل الأرض وأهل الجنة, والجنة بعيدة جداً ولن يصلها هذا الصوت, وقد قال العلماء بتفسير (إلا من شاء الله) أي أنهم أهل الجنة, إذاً لم يبق إلا أهل الأرض الذين سيصعقون والله أعلم.

فإن كانت هذه الكلمات التي لم تكن مفهومة, محفوظة في القرآن بدون تغيير, فمن باب أولى أن القرآن بالجملة محفوظ.

التطبيق الثالث :

لقد ذكر في أحد الأحاديث أنه سيكون هناك ثلاث نفخات: نفخة الفزع, ونفخة الصعق, ونفخة قيام المخلوقات لرب العالمين, أي يوم النشر والحساب. ولكن في كتاب "التذكرة" لإبن كثير فقد صحح هذا الأمر وقال: [إن الصحيح في النفخ في الصور أنهما نفختان لا ثلاث وأن نفخة الفزع إنما تكون راجعة إلى نفخة الصعق لأن الأمرين لا زمان لهما أي فزعوا فزعاً ماتوا منه, والنفخة الثانية هي نفخة البعث]. (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) الزمر 68.

والمتتبع لآيات الساعة والبعث في القرآن سيجد ما يلي, [وهذا ماأدهشني تماماً]:

_ إن الساعة ستبدأ بأمر من الله عز وجل للأرض ثم يكون هناك نفخة في الصور ثم صيحة صاعقة [أي مدمرة وقاتلة].

_ أما البعث فسيبدأ بنفخة في الصور, ثم صيحة زاجرة [أي ناهرة, أي لطيفة بسيطة لا أذى فيها].

الحالةالأولى: فقد تم شرحها سابقاً وأظنها واضحة الآن وهي تطابق تماماً نظرية انتهاء الحياة على كوكب.

أما الحالة الثانية: فسوف نرى أنها تطابق نظرية بدء الحياة على كوكب... فالبعث سيبدأ بنفخة من البوق أو في الصور, أي جرم سماوي سيدخل الغلاف الجوي, ثم صيحة زاجرة. (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) يسن:53. (فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون) الصافات:19. والزجرة تعني الصيحة, وفي القرطبي قال إنها صيحة واحدة, وقال الحسن وهي النفخة الثانية, وسميت الصيحة زجرة لأن المقصود بها الزجر أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق, أي لطيفة بسيطة لا أذى فيها. (فإنما هي زجرة واحدة, فإذا هم بالساهرة) النازعات:13, [والساهرة أي الأرض, فإذا هم بالساهرة: أي هم بوجه الأرض بعدما كانوا ببطنها أمواتاً] تفسير الجلالين. نرى مما سبق أعلاه أن الصيحة الثانية "صيحة البعث" ليست كالصيحة الأولى صيحة مميتة وصاعقة ومدمرة, بل هي صيحة لطيفة غير مدمرة. فإنك عندما تسوق الإبل والخيول فإنك تصيح بهم صيحة غير صاعقة ومدمرة. وزجر كفعل منها تعني ا نتهر أو نهر أما المصدر منها فهو الانتهار. والانتهار غير مؤذ, كما أنك تنهر الإبل أوالخيل باليد أو بالعصا عندما تساق, فهو ضرب يكون فيه تماس لحظي مع جسم الإبل أو الخيل ولايكون فيه أي أذى وينتج عنه صوت بسيط غير مؤذ. وهذا يتطابق تماماً مع نظرية بدء الحياة على كوكب ليس فيه الحياة حيث يأتي جرم سماوي وفيه مكونات الحياة فيدخل الغلاف الجوي ويجعل نفخة ثم يعمل تماساً مع الكوكب فيولد أصواتاً بسيطة جداً غير مدمرة ولامحرقة ثم يستمر في سيره في الفضاء فتنتقل مكونات الحياة من هذا النجم إلى الكوكب وتبدأ الحياة بالانتشار على الكوكب من جديد خلال سنوات طويلة.

و في حديث الصور أنه في النفخة الأخيرة يأمر الله الأرواح فتوضع في ثقب في الصور, والله أعلم إنني أظنها هي هذه المكونات الحية التي تنتقل من الجرم السماوي إلى الأرض في النفخة الثانية, وسوف تخلق جواً ملائماً على وجه الأرض لنمو الإنسان ويكون جواً أفضل من الجو الموجود في مختبرات التناسخ ”cloning” وتعمل هذه الأحياء عملها على بقايا الإنسان وتنشئه مرة أخرى بإذن الله عز وجل من DNA الباقية والله أعلم, وأرى أن أحد نتائج معرفة أ سباب التناسخ “cloning” هو حتى يزداد يقين البشر في البعث (وأن الله يبعث من في القبور) , وهناك حديث لا أذكره بما معناه أن الإنسان سوف ينبت نباتا, كما تنبت النباتات, من آخر عظم في عموده الفقري, فهو عظم لايبلى, وهذه حقيقة علمية و DNA فيه محفوظة. (والذي نزل من السماء ماء بقدر فانشرنا به بلدة ميتاً كذلك تخرجون) الزخرف:11. (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) يسن:51. وأريد أن أوكد هنا مرة أخرى أن بدء خلق الإنسان كان بأمر مباشر من الله عز وجل, أما بعثه فسيكون إخراجا بأسباب يسهلها الله عز وجل تخرجه من الأرض كما تنبت النباتات.

هذا بلاغ للناس :

(فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) العنكبوت:40

إنه من رحمة الله بعباده أن يأتيهم بإنذار قبل أن يأتيهم بعذاب شديد. فلقد كانت الرسل في السابق تأتي لأقوامها بالإنذار وبالبشرى ومعها المعجزات ليؤمن الناس بالله، وكل رسول قد أنذر الذين بقوا على كفرهم من قومه قبل أن يأتيهم العذاب, ودائماً ينجي الله المؤمنين مع الرسل من العذاب. فلقد أتت الصيحة في السابق على قوم عاد وثمود، وأتى الطوفان على قوم نوح. والمتتبع لقصص الأنبياء يرى أن هناك أقواماً عديدة قد أتاهم العذاب على أشكال مختلفة ومن حكمة الله وعدله أنه كان ينذر الناس ويريهم المعجزات عن طريق الرسل ليؤمنوا قبل أن يأتيهم العذاب بسنيين طويلة وتأمرهم الرسل بالرجوع إلى الله وإلا أتاهم عذاب شديد.

فسيدنا نوح عليه السلام قد أنذر قومه بالطوفان على مدى سنيين طويلة وكان يبني السفينة أمامهم ويأمرهم بالرجوع إلى الله تعالى وإلا سيأتيهم طوفان سيغرقهم جميعا, ووضح لهم على مدى سنيين بأن نهايتهم وساعتهم ستكون بالطوفان الكبير إن لم يؤمنوا بالله عز وجل ويركبوا معه السفينة (وقد حصل هذا منذ 14,000 سنة تقريباً, The Great Flood), ولكن قومه كانوا يستهزؤن به ولم يصدقوه ولم تستوعب عقولهم أن طوفان بهذا الشكل يمكن أن يحدث, وقالوا له آتنا ما تعدنا به حتى أتاهم أمر الله, وهكذا كانت الساعة عند قوم نوح. والأن يأتينا القرآن ويبين لنا بشكل واضح تدركه عقولنا كيف ستكون ساعتنا ونهايتنا وأن سفينتنا هي التوبة والاستغفار... ومن أراد ركوبها فليتفضل فبابها مازال مفتوحاً, فعلى ماذا يدل هذا؟..., أترك الجواب لكم...!!!, (وماأهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وماكنا ظالمين).

اما قوم يونس فعندما رأوا العذاب آتٍ بدؤوا بالاستغفار ورجعوا إلى الله, فرفع الله عنهم العذاب ونفعهم استغفارهم. وعندما أتى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فإن من رحمة الله بنا وتكريماً لنبيه الكريم فقد قال (وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) , فعلى الرغم من المعجزات التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريها لقومه وعلى الرغم من عدم تصديقهم له وعدم إيمانهم بالله, إلا أن الله سبحانه وتعالى لم يعذبهم إكراماً لنبيه الكريم على غير ما حدث مع الأنبياء والرسل الذين أتوا من قبله... وقد ترك الله لنا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم الإستغفار حتى يرفع عنا العذاب, هذا من ناحية, ومن ناحية ثانية فلقد ترك لنا رسولنا الكريم هذا القرآن كلام الله فهو النذير والبشير وفيه المعجزات حتى يوم الساعة. ومن حكمة الله عز وجل أن المعجزات في القرآن تظهر في الوقت الذي يفهمها الناس فيه وخصوصاً المعجزات العلمية, فتظهر في وقت تظهر فيه النظرية العلمية الجديدة بشكلها الصحيح وتفسر الأية المتوافقة مع النظرية العلمية الجديدة من قبل المسلمين العاملين في المجالات العلمية كل حسب إختصاصه, فهذا القرآن أرسل للناس أجمعين, وفيه بشرى وإنذار لجميع الناس على مدى العصور.

ومن ناحية ثالثة فإذا كان هناك عذاب شديد سيأتي للناس في المستقبل من عند الله عز وجل, فيجب أن يكون هناك إنذاراً شديداً واضحاً من كتاب الله يسبق العذاب بسنوات حتى يكون في الأمر توازن ويكون فيه عدلاً, (وماأهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وماكنا ظالمين). ولا نعلم في القرآن أي ذكر لعذاب شديد سيأتي في المستقبل للناس أجمعين, في الحياة الدنيا, غير عذاب يوم الساعة, فإذاً يجب أن يسبقه بسنوات إنذاراً شديداً وواضحاً من القرآن يفهمه الناس ويستوعبونه, فإن كان هذا التفسير للساعة صحيح [ولا يعلم صحته إلا الله], فإذاً هو إنذار شديد لعذاب قد اقترب وقته والله أعلم. والحمد لله أن باب التوبة والاستغفار مازال مفتوحاً.

نحن نعلم أن علم الفلك والفضاء قد ازدهر وتطور تطوراً ملحوظاً وخاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة مع تطور علم الكومبيوتر والإلكترونيات. ولقد أصبح يقيناً عند علماء الفضاء بأن هناك جرماً سيأتي من السماء إلى الأرض يوماً ما وقد ينهي الحياة على وجه الأرض وبدؤوا يستعدون له. وفي هذا الوقت بالذات يأتي القرآن الكريم ويؤيد هذا الكلام ويضيف عليه بأن هذا الجرم السماوي سوف لن يأتي إلى الأرض مباشرة بل إنه سيمر على قرب منها ويأتي أمر الله سبحانه وتعالى للأرض لتدور باتجاه هذا الجرم السماوي وتصطدم به [والله أعلم].

سبل النجاة :

قد يسأل أحدهم السؤال التالي: إذا كان أمر الساعة هكذا كما ذكرت سابقاً إذاً فإن أمر التخلص منها سهل وهو بأن نقضي على أي جرم سماوي سيأتي قريباً من الأرض. والجواب على ذلك أنه إذا كنت ستقضي على أي جرم يأتي قريباً من الأرض لتتخلص من الساعة فهذا يعني بأنك تؤمن بالساعة وتؤمن بالله وتؤمن بالآخرة وتؤمن بالحساب, وقد وعد الله عن طريق رسوله بأنه سينقذ المؤمنين بقبض أرواحهم بريح طيبة قبل أن تقوم الساعة وفي الحديث أنه لا تقوم الساعة إلا على أ شرار الناس أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وقد وعد الله المستغفريين برفع العذاب عنهم. فإن سبل النجاة للتخلص من هذا العذاب الشديد موجودة ومعروفة, والساعة آتية لا ريب فيها. وكذلك فإن الله عز وجل قد أعطى عهداً لفئة من الناس ووعدهم بأن يجنبهم النار يوم الحساب, وعرفهم بأنهم أتقى الأتقياء فقال وعز من قائل (فأنذرتكم نارا تلظى, لا يصلاها إلا الأشقى, الذي كذب وتولى, وسيجنبها الأتقى, الذي يؤتي ماله يتزكى) سورة الليل:18:17:16:15:14. ومن أصدق من الله قولاً ومن أصدق من الله وعداً, وهذا كلام منطقي فإذا وصل الإنسان إلى مرحلة إخراج زكاة أمواله بالكامل فهو بالتأكيد قد ا ستوفى جميع العبادات الأخرى, فإخراج زكاة الأموال بكاملها هو من أصعب العبادات على الإنسان (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقيين) ال عمران:133.

الخاتمة:

(أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها) الكهف:21... إن الساعة ستأتي بالشكل الذي يريده سبحانه وتعالى والله وهو وحده أعلم كيف ستكون أحداثها وهي عذاب شديد لمن يشاهد أحداثها. والحديث عن الساعة حديث طويل ويمكن أن يكتب عنه كتاباً كاملاً وقد حاولت الإختصار قدر الإمكان. وأذكر هنا أن الساعة قد أتت بشكل محلي على أقوام سابقة كقوم عاد وثمود وغيرهم وقد ذكرهم الله في آيات كثيرة فمنهم من أتتهم الصاعقة ومنهم من أتتهم الصيحة ومنهم غير ذلك ولا أريد أن أطيل في الشرح.

وقد يسأل أحدهم أين هي شروط الساعة الكبرى كقوم يأجوج ومأجوج وظهور الدابة؟ وهذا سؤال جيد وفي مكانه وسوف أجيب عنه في رسالة أخرى إن شاء الله تعالى.

لقد قمت في البحث عبر شبكة الإنتيرنت على بعض المواقع websites للفضاء لأرى الأجرام السماوية التي ستأتي قريبة من الأرض في المستقبل القريب, فوجدت أن أقرب جرم سماوي من الأرض وأخطرها سوف يأتي October-2028 , تشرين الأول 2028, واسمه 1997xF11 وأقل تقدير للمسافة بينه وبين الأرض هي28,000 كم وأكبر تقدير هو 950,000 كم وهي تعتبر مسافة قريبة جداً [لأنه يؤخذ بعين الإعتبار قوة الجاذبية بين الأرض والجرم السماوي وهذا قد يؤدي لجذب الأرض للنجم نحوها رغم هذه المسافة], وقد أعطى العلماء هذا الجرم اهتماماً كبيراً بسبب قربه من الأرض رغم إعتقادهم أن إحتمال حدوث التصادم مع الأرض هو صفر حتى الأن. والسؤال الآن ماذا سيحصل لو أتى أمر الله إلى الأرض وبدأت الأرض تسير باتجاه النجم قبل أن يصل بقرب من الأرض بيوم أو يومين فهذا سوف يزيد من تأثير الجاذبية بين النجم والأرض [مع العلم أن سرعة الأرض في الفضاء حول الشمس هي 30 كم/ثانية أو 108,000 كم/ساعة]. وبالتأكيد في هذه الحالة فإن المعادلات الحسابية ستكون مختلفة تماماً (لمن الملك اليوم, لله الواحد القهار) غافر:16.

وأحب أن أؤكد مرة أخرى كما شرحت في البداية أنه لايمكن قراءة وقت الساعة ولم يكن هو غرض هذه الرسالة في الاصل وإنما إعطاء صورة مفهومة للبشر عن أحدث الساعة مستنتجه من خلال التاريخ والعلم والشريعة الاسلامية حتى تستيقنها مداركهم وتستوعبها أحاسيسهم ومشاعرهم وتوقن بها عقولهم وتعيها أذان صاغية وقلوب واعية, وليعلموا أنه لم يكن ذكرها عبثاً في كتاب عمره 1400 سنة بهذه التفاصيل الكونية العلمية الدقيقة إلا بسبب أنها قضية حتمية لامفر منها.

وأخيراً, فما أردت بهذا البحث غير ابتغاء وجه الله, فإن أصبت فإنه من الله وإن أخطأت فإنه من الشيطان ومن نفسي وما أجري إلا على الله العلي القدير.

وأرجو إذا وجد أحد من الأخوة القراء المهتميين بعلم الفلك معلومات أخرى عن هذا الجرم السماوي وا سمه [1997xf11], أو غيره من الأجرام السماوية فالرجاء إرسالها لي وشكراً.

websites

http://neo.jpl.nasa.gov/news/1997xf11.html

http://neo.jpl.nasa.gov/

http://neo.jpl.nasa.gov/cgi-bin/neo_ca?sort=date