إذا رصدنا الشعرى اليمانية , وهو نجم يبعد عنا حوالي 50 مليون مليون ميلا فإننا نراه حيث كان في الماضي منذ تسع سنوات فإن ضوءه ينتقل إلينا بسرعته الرهيبة في حوالى ثماني سنوات ولو فرضنا مخلوقا عاقلا قريبا من الشعرى اليمانية يرصد شمسنا سيراها بقعة صغيرة مضيئة لماعة كأى نجم آخر
عندما ينظر علماء الفلك خلال مناظيرهم التي تتعمق في الكون لبلايين السنين الضوئية , فإن الإشعاع الضوئى الذي يصل إلى مناظيرهم كل يحسب زمنه الذي يقطعه , فقد يقطعه في ألف سنة أو  أكثر أو أنقص فالنظرة الفلكية نظرة إلى الماضي لا إلى الحاضر من ذلك ثبت صحة نظرية النسبية وقد تنبأت هذه النظرية بأشياء كثيرة
إن كل شيء يتحرك , ويحمل زمنه معه , والزمن مرتبط بكل شيء يتحرك , فله زمنه فالصاروخ أسرع من الطائرة والطائرة أسرع من القطار وهكذا
كيف نعرف الأحداث هناك وقد يبعد الكوكب عنا ملايين البلاين من الأميال الضوئية ؟
إن من العجب العجاب أن تذيع السماء أنباءها بغير مخلوقات عاقلة ذكية
إن الذرات نفسها هي التي تذيع أنباءها وتحكي لنا عما تتعرض له من إثارات ضاغطة أو حرارية أو حركيه
وعندما تتعرض الذرات لما يثيرها تهتز اليكتروناتها المغنطيسية من مصادرها في كل أرجاء الكون
السماء تذيع أنباءها
أن هناك عظمة قوية في هذا الكون الرهيب , لقد أخذنا منها جزءا وبقيت أجزاء لم ننته من بحثها , أنها من خلق الله ومن أنها من خلق الله ومن أئه ونعمه وقدراته التي لا تنتهي , قال تعالى : ( ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) سورة لقمان
 
إن لكل نبأ من السماء موجة خاصة
فعندما نتعرض الذرات الكونية لما يثيرها , تهتز اهتزازات خاصة وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية من مصادرها في أرجاء السماوات تجري فيها بسرعة الضوء , وعلى ذلك ففي إمكاننا ترجمة هذا الاهتزاز الكهرومغناطيسي إلى لغة يمكن قراءتها , كما ترجمتها لفات الأشعاعات الضوئية
وصدق الله تعالى حيث يقول : ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون والذين لا يعلمون ... ) فما أروع الكون الذي نعيش فيه ؟
والقرآن الكريم أشار إلى هذه الأحدايث الكونية . ففي تفسير القرطبي في قوله تعالى : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم ) - ص 5387 , جزء / 14 'طبعة الشعب - رأي بعض المفسرين مستدلين بحديث في صحيح الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة " إذا قضى الله في السماء أمرا ضربت الملائكة اجنحتها خضعانا لقوله كأنها سلسلة صفوان , فإذا فزع عن قلوبهم , قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير , وفي حديث آخر إن الله إذا أراد أن يوحى بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رحبة أو رعدة شديدة خوفا من الله تعالى ....