الكويكبات والنيازك

 

 

حزام الكويكبات

ونحن  نمر في رحلتنا خلال المجموعة الشمسية وبعد أن نغادر المريخ في طريقنا إلى كوكب المشتري نقف بمنطقة تنتشر فيها مجموعة كبيرة من الصخور المختلفة الأشكال والأحجام تسمى بمنطقة حزام الكويكبات , فما هي هذه الكويكبات ؟

 الكويكبات عبارة عن صخور تسبح في الفضاء بأحجام وأشكال مختلفة تتراوح أقطارها ما بين بضعة مئات من الأمتار إلى اصخمها ويسمى سيريس وقطره حوالي 940 كيلو مترا

 ويمكن تقسيم الكويكبات بحسب المواد المكونة لها وإن كانت على العموم مكونة من صخور بعضها ناري متحول وبعضها حديدي وآخر كربوني وهكذا أنها تكونت من السحابة الكونية التي شكلت الكواكب ولكن السؤال يبقى مطروحا : لماذا لم يتم تلاحمها في جسم واحد كما حصل لباقي الكواكب ؟ وتقول النظرية الاخرى بأن : حزام الكويكبات تكون بعد أن تفجر كوكب عند اصطدامه بجسم آخر وتحطم الى اجزاء صغيرة إلا ان هذه المقولة يردها القول بأنه لو جمعنا كل الكويكبات الموجودة في الحزام فإنها لن تشلك الا جسما صغيرا لا يبلغ حجمه حجم قمر كتلته معقولة عدا ان يكون كوكبا 

 هل الكويكبات تشكل خطرا على الأرض ؟

إن مدارات الكويكبات المكثفة حتى الآن لا تشكل أي خطر على الأرض ولكن الخطر يكمن في مدارات الكويكبات التي تقاطع مع مدار الأرض ولم تكتشف بعد فمن الأنواع مجموعة  " أبولو" إذ لم يكتشف منها إلا حوالي 10 % منها  فقط ويقدر العلماء بوجود عشرة الاف قطعة صغيرة منها قد تقل أقطارها عن الكيلومتر الواحد , وهي تشكل خطرا حقيقيا على الأرض وتكمن خطورتها في صغر حجمها حيث يصبح من الصعب اكتشافها بالمنظار وتصبح قريبة من الأرض فلا تترك مجالا للاستعداد لضربها بالصواريخ النووية وقد يعجب المرء عندما يعرف أن كويكبا صغيرا بقطر كيلومتر فإنه إذا ما سقط على الأرض فانه يدمر من الأرض ويقتل من البشر في مساحة تقارب مساحة الجزيرة العربية  كلها فخطورتها تكمن في شدة الضربة بالإضافة إلى الغبار الناشيء من أثرها والذي يحجب ضوء الشمس لفترة أشهر طويلة مما يسبب موت النباتات والحيوانات

 نيازك سابحة في الفضاء

النيازك كويكبات تخرج عن مدارها القائم بين كوكبي المريخ والمشتري بفعل جاذبية المشتري الكبيرة من جهة وبفعل جاذبية المريخ من جهة ثانية

وبعد أن تتخلص النيازك من جاذبية الكوكبين  المذكروين فانها تهيم في الفضاء  فتقع في جاذبية بعض الكواكب والأقمار  ومن بينها قمرنا وأرضنا , والجزء الأكبر بسقط على سطح القمر  فيعمل القمر كدرع لحماية كوكبنا الأرض من تلك الكويكبات واذا ما اقترب من كوكب الأرض وخضع لجاذبيتها فانه يهوي باتجاه سطحها بسرعة متوسطة قدرها 20 كلم   , ويؤدي احتكاك تلك الكويكبات بغازات جو الأرض وغباره الى احتراق السطح الخارجي لها وتبخره تاركة وراءها رمادا دقيقا وساحبة خلفها ذيلا طويلا من اللهب الساطع

وعندما يصل ما تبقى منها الى سطح الأرض , فانه يرتطم به ارتطاما شديدا مخلفا في مكان سقوطه حفرة يختلف عمقها واتساعها باختلاف حجم ذلك النيزك الساقط